كان عنوان هذا البوست بداية “كيف تقرأ 140 كتاباً في السنة؟”
وعدت قبل أسابيع بمنشور عن القراءة.. لكنني وأنا أسرد في كتابته، رأيت أن العنوان “إذا لم تقرأ 5 ختم في رمضان فأنت لست بالشخص الجيد” أفضل.. ستتعرف في أخر المنشور لماذا..
لن أذكر شيء عن إسبوعي الماضي (عكس المعتاد) لأنه كان إسبوعاً بليالي قدر وعبادة وعمل. ولذلك فبوست هذا الإسبوع عن القراءة فقط.. لنبدأ..
على مقولة goodreads فقد قرأت سنة 2016 الماضية، 141 كتاباً.
( لتعرف أكتر الكتب إفادة من الكتب التي قرأتها السنة الماضية فهاذا منشور هنا)
أول شي: لماذا تقرأ؟
عبارات: “لأتغذى بالمعرفة”، “حب العلم”، “الشغف بالشيء” تبدو دراماتيكية ومكررة، وعلى الرغم من صحتها، فبالنسبة لي لا أظنها تكتنف ما في عقلي للجواب عن ماذا أقرأ. أظن أن الجواب الأقرب لي هو: “الفضول”. حب التعرف على أشياء لا أعرفها، حب أن أجعل نفسي إنساناً أفضل حتى لو قرأت رواية خيالية أو كتاب عن الاقتصاد.
“هلق مالو عصر الكتب”
مؤخراً يوجد مناهضة للكتب وخصوصاً في “عصر التكنولوجيا”. كالمقولة التالية: “مافي داع للكتب مزال فيك تقرا مقالات عن كلشي مؤخراً.” بصراحة إن كنت تريد معرفة أخر شيء عن لغة برمجة ما، أو تريد تعلم “تكنيك” معين فلا داع لأن تقراً كتاباً عن نفس الموضوع من سنتين لأنه سيكون قديم.
لكن في نطاق الأفكار فأظن أن الكتب ما زالت أفضل وسيلة للمعرفة. غالباً ما تكون الكتب أيضاً مركزة وعصارة تجارب وليست كـ “بلوغ – Blog” ينشره الكاتب مرة في كل إسبوع أو أكثر ولا يكترث لكثافة وعمق المادة التي يقدمها. برأيي لم تظهر وسيلة حتى الآن تقارع الكتب لتلقي الأفكار الجديدة أو لتغيير أفكارك أو لعصر التجارب في نطاق ضيق كما هي في الكتب.
ربما تقول لي وسيلة التعليم كمشاهدة الفيديوهات عن مادة ما، أقول لك نعم، ولكن في النهاية حتى هذه الكورسات تطرح مراجع وكتب لتقرأها لتتعرف أكثر.
كيف تقرأ 140 كتاباً في السنة؟
140 كتاب ما يعادل كتاب كل يومين ونصف. إتبع الطرق التالية فوراً لسرعة أكبر في القراءة:
أولاً: يوجد فيديو لـ Tim Ferriss لتعليمك القراءة السريعة في 5 دقائق، شاهده هنا.
ثانياً: بالنسبة لي أستخدم التابلت بشكل أساسي للقراءة. أيضاً أستخدم الموبايل في القطارات (إذا بتلاقي الموبايل صغير لينقرا فيه فكبّر الخط وحاجة مياعة.)
لكن قبل أن أكمل، في بوست ماض نشرت التالي باللهجة العامية عن كيفية إدخال المعلومات لدماغنا بطريقة أسرع:
السؤال يلي دائماً بسألو لحالي هوي كيف أدخل معلومات لعقلي بطريقة أسرع. وقت تدرك إنو عقلك بيستوعب وبيعمل بسرعة أكتر بكتير من عيونك أو أذنيك أو فمك، فهاد بيستدعي تستكشف أكتر عن طريق تدخل فيها المعلومات لعقلك بطريقة أسرع. بالنهاية عيونك وأذنيك وفمك هنن وسط Medium فقط. هاد الوسط هوي يلي بيحدنا إنو نفهم ع بعض أسرع أو ننقل المعلومات بين بعض بطريقة أسرع. لو كان فينا نتفاهم فقط مخ لـ مخ (Mind to mind) فلا حدود لأديش ممكن نعرف عن بعض أكتر، نتعلم أكتر، نتحرك أسرع.
بالاعتماد على ما قرأته الآن هل تخطر في بالك وسيلة لتسرع بها قراءتك من التابلت أو الموبايل؟
بصراحة جاء بحثي عن طريقتي السريعة في القراءة من فكرتي عن الوسط Medium الذي نستخدمه للقراءة. أردت بداية أن أحرز فهماً أكثر لما أقرأه بالإضافة إلى زيادة سرعتي في القراءة. غالباً ما يظن الجميع أن التناسب عكسي بين الاثنين (السرعة على حساب الفهم والعكس.) الشيء الذي أردته أن يقرأ أحدهم الكتاب لي وأن ألاحق بعيوني ما يقرأه لي. ببساطة أحضر النسخة الصوتية للكتاب. ضع سرعة القراءة على الضعف 2x (أو حسب الرغبة) ومن ثم إفتح الكتاب بنسخته الورقية أو الإلكترونية ولاحق بعيونك ما تسمع. ستلاحظ مدى الفرق في زيادة الفهم وفي سرعة القراءة (بتقلي: طيب ما بقدر صدّق إنو إذا زدت السرعة بفهم أكتر. بقلك هاد شي مثبت علمياً وحديث لوقت آخر إلو علاقة بالـ stressors.) جربها ولاحظ أديش لح تكون أسرع وأديش لح تكون فهمان يلي قريتو بشكل أكبر.
هل يوجد طريقة أسهل من تشغيل ملف صوتي وملف للقراءة
بالطبع. وأنا لا أستخدم الطريقة التي ذكرتها سابقاً بكثرة أبداً لغلاظتها في كل مرة تريد قراءة كتاب (أنا من نمط الأشخاص الذين يقرؤون عدة كتب في نفس الوقت.) ببساطة حسب الجهاز الذي لديك
- iPhone/iPad فالطريقة سهلة جداً. يمكن جعل جهاز الـ Apple الخاص بك يقرأ أي شيء على الشاشة، كتاباً كان أو صفحة ويب أو أي شيء أخر. هذا ما أفعله أنا. الجميل في الأخر إنه يمكنك زيادة سرعة القراءة أو إبطائها كما أردت. يمكنك أيضاً اختيار صوت الشخص الذي تحبه مع اللهجة التي تحبها (بريطانية، أمريكية.. إلخ)
- إذهب إلى Accessibility > Speech > Speak Screen.
- يمكنك الأن قراءة أي شيء على الشاشة في أي وقت بـ Swipe بإصبعين من أعلى الشاشة
- أقرأ بجنون مع فهم!
- الأمور أغلظ قليلاً في الـ Android (جربته منذ سنتين على جهازي المحمول الماضي)
انظر أكثر هنا:
يمكن أيضأ على الأندرويد أو الأيفون استخدام تطبيق الكتب بتحميل أي كتاب لـ Play Book وبعدها استخدام خاصية Text to Speech لكي تقرأ لك. أخر مرة استخدمتها في فرنسا وكان يجب عليك أن تترك جهازك غير مقفل unlocked والشاشة في وضعية العمل. الصوت كان غليظاً قليلاً ولكنه “مقبول”. لا أعرف ما الوضع الحالي له ولكن أتوقع أنه حتماً أفضل.
- إذا كان لديك Amazon Kindle فالأمور تشبه جداً كما في أجهزة Apple حيث يمكنك أيضاً جعل جهازك يقرأ لك نص الكتاب.
كيف تقرأ مقالات كثيرة في السنة، بسرعة وبفهم؟
المقالات والـ Blogs غالباً ما أقرأها على الحاسب. (أحياناً حتى بعض الكتب على الحاسب.) فكيف يمكنك استخدام نفس الأساليب السابقة (أسلوب السماع والملاحقة بالعينين) في الحاسب؟
إذا كنت تقرأ على الحاسب مقالة يمكنك استخدام الإضافة Chrome Speak على متصفح الـ Chrome.
- فقط افتح أي صفحة
- حدد ما تريد قراءته
- زر يميني بالماوس ومن ثم Chrome Speak وستقرأها لك
ملاحظات ع جنب:
- يمكنك تعديل السرعة من More Tools > Extensions > Chrome Speak
- بكل بساطة وبنفس الأسلوب إذا كنت تريد قراءة كتاب على الحاسب، فقط افتح الكتاب عن طريق متصفح الكروم وليس عن طريق الـ Adobe Reader أو غيرها. حدد ما تريد قراءته ضمن المتصفح.. وأكمل الخطوات..
-
شاركتني Naya Hafez بمعلومة عن متصفح Microsoft edge وهي:
أي ملف من نمط epub بيقراه Microsoft edge مع كل ال features اللي بتعملها Kindle متل ال (size- space -font-theme …etc ) بالاضافة للقراءة و تسريعها.
من أين جئت بالـ 140 كتاب؟
الكتب التي أقرأها:
١- صوتية فقط. أي أنني أسمع الكتاب فقط بدون قراءة فعلية. حوالي 30% من الـ 140 هي كتب صوتية في السنة الماضية. غالباً الكتب الأخف أسمعها سماعاً ولا أقرأها. غالباً وقت المواصلات أو الانتظار يكون للكتب الصوتية. ستستغرب من حجم الكتب التي تستطيع سماعها فقط عن طريق المواصلات (ضع السرعة x2 وستنتهي من كتاب صغير في يوم واحد!)
٢- قراءة فقط. أي لا يوجد شيء أسمعه إما لعدم وجود التسجيل الصوتي لدي أو لأنني أريد أن أقرأه بسرعة أنا أريدها. (مثل شبك المعلومات مع بعضها البعض وتقليب الصفحات والذي يجعل السماع أمراً عسيراً في كل مرة تريد أن تقف على فقرة لبعض الوقت.)
٣- صوتية وملاحقة عينين (قراءة) كما ذكرت سابقاً.
هل يجب أن تقرأ 140 كتاباً في السنة؟
لا أظن أن العدد 140 يحمل أي قيمة إذا أكملت وقرأت التالي..
كلمة أخيرة قبل عيد جديد..
لو كان عنوان البوست “كيف تفهم كتب أكثر؟” هل تظن أنك ستقوم بقراءة البوست؟
لاحظ أن التركيز في أغلب البوست هو على العدد وليس الكمية وهذا ما كنت أحاربه في نفسي خلال السنتين الماضيتين: ركز على النوعية وليس على الكمية. ربما ستقول أن هذا شيء مكرر، منعاد ١٠٠ مرة وكلنا منعرفو..
أغلب الـ 140 كتاب التي قرأتها في السنة الماضية 2016 كانت في النصف الأول من السنة. في النصف الآخر قررت أن أعيد بحبشبة بعض الكتب التي قرأتها سابقاً في حياتي ووجدتها رائعة. فقط مرور على الـ Notes التي وضعتها على الكتب التي أعجبتني. دهشت من حجم المعرفة التي نسيتها مع أنني وضعت العديد من الملاحظات عليها. أردت أن أدوّن وأذكّر نفسي بجميع الأمور التي تجعلني إنساناً أفضل أمام ربي، أمتي ونفسي. وهذه كانت بداية لا تفكر في حليب أحمر بدون أن أعلم..
في السنتين الماضيتين حاولت بجد أن تكون حياتي مليئة بالنوعية وليس بالكم | العدد. من شراء قطعة ملابس لقراءة الكتب لتناول طعام لعلاقات مع الناس. حتى في الدين والتدين والصلاة والقيام وقراءة القرآن. “تدبر ساعة خير من عبادة سنة”. وهذا ما ينقلنا لعنوان المنشور..
ما يدعى إليه الآن من إكثار للختم ليس بالأمر السيء ولكن في حدود المعقول وفي حدود أن تكون القراءة بتفكر وبتدبر. جمل وعبارات من أمثال “إذا لم تقرأ ٥ ختم فأنت لست بالشخص الجيد” هي جنون. نعم جنون. فمن أنت لتحكم على أي شخص بأنه جيد أو لا. لماذا تضع نفسك في موضع الله عز وجل؟ لماذا التّألّه على الله والعياذ بالله؟ إذا كانت الـ ٥ ختم بتدبر وتعقل فيالها من قراءة وعبادة وتفكر. ولكن التركيز فقط على الكم|العدد في الدين بدون النوع هي دائماً مشكلة تقع وتكرر.. الأسوأ هو الحكم على الأشخاص “بعدد” الختم المقروءة!
“تدبر ساعة خير من عبادة سنة” “تدبر ساعة خير من عبادة سنة” “تدبر ساعة خير من عبادة سنة” “تدبر ساعة خير من عبادة سنة”
لن أطيل أكثر، وبعيداً عن الدين، لا تكون الأمور سهلة دائماً لأن عقلنا دائماً يميل للكم وليس للنوعية في أغلب الحال (ليس من الأفضل أن تصلي 50 ركعة، أقرا 5 ختم للقرآن الكريم فقط عد صفحات.. إلخ). محاربة هذا الشيء يتطلب تذكير نفسك بأن نوعية حياتك هي من نوعية القرارات التي تتخذها..
الـ 140 كتاب لا أعتبرها كمية، لأنني دائماً أذكر نفسي بالنوعية.. وإذا كانت الـ 140 أو الـ 200 أو الـ 20 تلك هي التي سأقرأها هذه السنة وذات نوعية عالية فيا مرحباً بالكم إذا كان ذا نوع راق.
ما أركّز عليه هنا هو أن غفلاني بملاحقة قراءة كتب جديدة عوضاً عن ربط كامل للكتب التي قرأتها سابقاً في “الكم” سنة الأخيرة هو ما اعتبره كمي..
دوماً إبحث عن النوع وليس الكم.. كلام لي ولك..
الآن، ومع نهاية شهر رمضان المبارك، يجب أن تكون بداية لشيء جديد كما كانت بداية لا تفكر في حليب أحمر، لذا سأغيب لبعض الوقت..
كل عام وأنتم بألف خير
عيد سعيد جميل مثلكم